مقالات مشابهة

بعد مرور ما يزيد عن ثمانية أشهر على انفجار مرفأ بيروت وتدميره أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية، كشف النقاب عن مشروع أوروربي لإعادة إعمار مرفأ بيروت وتحويله إلى مرفأ نموذجي تكنولوجي حديث يعتمد على الأتمتة من حيث الإنتاجية والجودة والمساحة، مما يترك مجالا لتطوير مشروع حضري مستدام ومجتمعي، وفق معايير الإتحاد الأوروبي ليكون متاحا للجميع.
هذا ابرز ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي انعقد لتقديم المشروع الأوروربي لإحياء مرفأ بيروت والمنطقة المجاورة، بحضور رئيس المجلس إلياس أسود، ومحافظ بيروت مروان عبود، وسفير جمهورية ألمانيا الإتحادية في لبنان Andreas Kindl، ووفد من شركة Hamburg Port Consulting وColliers International، وذلك يوم الجمعة 9 نيسان، 2021، في بيت بيروت، منطقة السوديكو –بيروت.
وفي كلمة ألقاها إلياس أسود، رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الألماني،
أكد أن الأولوية اليوم تتمثل بعناصر ثلاثة هي: أولا تجديد محطات الحاويات، وتحسين عمليات المناولة إلى الحد الأقصى عبر استخدام الأتمتة القائمة على التكنولوجيا لتعظيم دور العمل وتحسين خدمات الصيانة بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة ومضاعفة الآداء؛ وثانيا إعادة تصميم التجارة البحرية التقليدية إلى ميناء حديث للغاية حيث يمكن للأتمتة أن تقلل بشكل كبير من تكاليف المناولة، وتسريع الإجراءات الإدارية ودفع التحميل والتفريغ الفعال للبضائع لتقليل الإرساء إلى أقل من 48 ساعة؛ وثالثا الإستفادة من المساحات الخالية (المستخدمة اليوم للتخزين) والمناطق غير الصالحة لإستخدام البضائع، لتوسيع أنشطة المرفأ وإدخال قسم سياحي فيه وفتح المجال أمام السكان المحليين والزوار وإعادة تصميم المساحات الخضراء.
من جهته، تحدث Suheil Mahayni، المدير العام لشركة Hamburg Port Consulting، عن العلاقة التي تجمع الشركة الألمانية بمرفأ بيروت، مشيرا إلى الإلتزام العميق لإعداد المرفأ للمستقبل: “لقد سعينا جاهدين من أجل تصوّر يخلق فرص عمل لعشرات الآلاف من الناس، وإعادة إعمار مئات الآلاف من المنازل المتضررة وفتح بيروت على البحر، وتوفير منازل جديدة ملائمة للعيش وذات توجه إجتماعي في أجزاء من المرفأ غير مناسبة ليتم تشغيلها كميناء. لذلك تعاونا مع Colliers International، الخبير العقاري العالمي، لتقديم تصور فريد من نوعه يحقق هذه الأهداف، بدعم من الحكومة الألمانية.
أما Lars Greiner، الشريك المنتسب، والمسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في شركة Hamburg Port Consulting، فقد عبر عن فخره بتقديم الدعم لإعادة مرفأ بيروت، قائلا: نسعى إلى تطوير مشروع لا يهدف إلى تحويل منطقة مرفأ بيروت إلى ميناء عالمي بأحدث التقنيات فحسب، وإنما إعداده للنمو والتطور المستمر في الرقمنة السريعة التغير وأتمتة التجارة الدولية والخدمات اللوجستية. ويركز المرفأ الجديد على تحسين حركة البضائع ومزيج البضائع الذي يدعم الواردات والصادرات السريعة الوتيرة ذات التكلفة المعقولة، مما يسمح بتطوير محطات الحاويات تتسم بالحداثة والفعالية.
حي مار مخايل جديد
من جهته، اقترح البروفيسور Hermann Schnell، مدير عام Colliers Germany، ورئيس قسم الهندسة المعمارية واستشارات أماكن العمل، إنشاء حي مار مخايل جديد لبيروت متنوع وحيوي مع مزيج من المباني السكنية المختلفة بما في ذلك السكن بأسعار معقولة للعائلات، والمساحات الخضراء والبنية التحتية الجيدة مع المدارس والمرافق الطبية والرياضية والثقافية. وأضاف: سيتم بناء هذا الحي في أجزاء من المرفأ لا تصلح لتشغيلها كميناء حيث كانت تستخدم كمستودعات. نحن مقتنعون أنه بالدعم المناسب من صناع القرار، فإن هذا المشروع سيجذب رؤوس الأموال الدولية الخاصة، ويمكن أن تدفع أرباح هذا المشروع التنموي تكاليف إعادة إعمار المرفأ وترميم المدينة القديمة. من المهم إنجاز هذا المشروع في بنية شفافة تماما لخدمة أهل بيروت بشكل فعلي.
وبحسب مركز Fraunhofer للإدارة الدولية واقتصاد المعرفة، يمكن لمشروع حي مار مخايل أن يدر للإقتصاد اللبناني ما يصل إلى 30 مليار دولار أميركي من خلال القيمة المضافة والضرائب ومساهمات الضمان الإجتماعي على مدى 25 عاما. كما يمكنه تأمين المزيد من الفوائد الإجتماعية والإقتصادية والبيئية للمجتمع المدني في بيروت والمنطقة المجاورة.
وفي مداخلته، اعتبر سفير ألمانيا في لبنان Andreas Kindl، أن مرفأ بيروت يقع في قلب الأنشطة الإقتصادية في لبنان، لذا يجب أن يكون في صلب إعادة تطوير بيروت. كما دعا Kindl جميع أصحاب المصلحة اللبنانيين والفاعلين السياسيين إلى تلبية توقعات الشعب اللبناني من خلال المساهمة بتشكيل حكومة تتمتع بالمصداقية وتكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة، إذ لن يتمكن اللبنانيون من إعادة بناء ثقة المجتمع الدولي وخلق الظروف التي ستجذب الدعم من المستثمرين إلا من خلال تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية عميقة.