المحيطات: كواكب زرقاء نابضة بالحياة وكنوز اقتصادية لا تقدر بثمن

تترامى أمام أعيننا مساحات شاسعة من الماء، يكسوها اللون الأزرق العميق، تخفي في أعماقها أسراراً لا حصر لها. إنها المحيطات، مهد الحياة على كوكبنا، ونبعٌ لا ينضب من الموارد والكنوز.

ففي تقرير حالة المحيطات 2024، الذي أصدرته مؤسسة Statista بالتعاون مع مؤسسة المحيطات الألمانية، تجلى حقيقة جلية: لا يمكن تصور حياة على سطح الأرض دون المحيطات. فهي بمثابة الرئة التي نتنفس منها، مصدر الأكسجين الذي يحيي أجسادنا، وطعامنا الذي يغذي أرواحنا، وماء الحياة الذي يروي عطشنا.

ولكن دور الميطات لا يقتصر على مجرد تلبية احتياجاتنا الأساسية، بل يتخطاها ليشمل مختلف جوانب حياتنا. ففي عام 2020، بلغ الناتج الاقتصادي العالمي المباشر لمصائد الأسماك والشعاب المرجانية والأعشاب البحرية وأشجار المانغروف 6.9 تريليون دولار. بينما وصلت قيمة سوق المأكولات البحرية العالمية إلى 81.2 مليار دولار في عام 2023.

وتشكل التجارة البحرية والنقل شرياناً رئيسياً للاقتصاد العالمي، حيث بلغت قيمتها 5.2 تريليون دولار في عام 2020. ناهيك عن دورها الحاسِم في تنظيم المناخ، حيث تُساهم المحيطات في امتصاص ثلث انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ممّا يُقدر قيمته الاقتصادية بـ 4.3 تريليون دولار.

أعماق المحيطات بها كنوزا

تخفي أعماق المحيطات كنوزا لا حصر لها من الموارد الطبيعية والمعادن النادرة. مما يبشر بآفاق واسعة للاقتصادات المستقبلية.

وإلى جانب دورها الحيوي في مجالات الطاقة والطب، تعد المحيطات وجهةً سياحية مفضلة لملايين الأشخاص حول العالم. مما يساهم في تنشيط الاقتصادات المحلية وخلق فرص عمل جديدة.

على الرغم من فوائدها الجمة. تواجه المحيطات اليوم تهديدات خطيرة من جراء التلوث والتغير المناخي والصيد الجائر.

وإدراكاً لحجم هذه المخاطر، تبذل الجهود على مختلف المستويات لحماية المحيطات والحفاظ على تنوعها البيولوجي.

ففي عام 2015، اعتمدت 193 دولة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والتي تضمنت هدفا محددا لحماية المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.

تمثل المحيطات كوكباً أزرق نابضاً بالحياة، يقدم لنا ثروة هائلة من الموارد والكنوز.

وحماية هذا الكوكب مسؤولية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، من حكومات ومنظمات وأفراد على حد سواء.

فلنعمل معاً للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية الفريدة. ونضمن استمرارها مصدر خير وأمل للأجيال القادمة.