مصر والصين: تعاون مثمر وحوار بناء في قلب بكين

في زيارة مميزة إلى بكين، اجتمع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، مع السيد تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. هذا اللقاء الذي سبقه حفاوة استقبال كبيرة للوفد المصري، يعكس عمق العلاقات المصرية الصينية التي تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات.

كانت هذه الزيارة تأتي في إطار مشاركة مصر في منتدى التعاون الصيني-الأفريقي فوكاك. حيث يمثل الدكتور مدبولي الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الحدث الهام. وتؤكد مشاركة مصر في هذا المنتدى حرصها على تعزيز التعاون مع الصين. والذي يتجلى في المشاركة النشطة في الفعاليات الدولية التي تستضيفها بكين.

خلال الاجتماع، أبدى الدكتور مدبولي تقديره للقاء الثاني الذي يجمعه بالسيد تشاو له جي، معبراً عن تطلعه لاستقباله في القاهرة قريباً. وأشاد بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تعززت بزيارة الرئيس السيسي إلى الصين في مايو 2024. حيث تم التوصل إلى تفاهمات مشتركة مع الرئيس شي جينبينج لتطوير مشاريع تعاون تعود بالنفع على شعبي البلدين.

كما قدم مدبولي التهنئة للسيد تشاو له جي على نجاح الجلسات التشريعية الأخيرة في الصين، والتي أكدت التزام الصين بسياسة الانفتاح والإصلاح. وشدد رئيس الوزراء المصري على أهمية التعاون البرلماني بين البلدين كركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية، مشيراً إلى زيارة المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب المصري، إلى الصين مؤخراً.

وأكد مدبولي أن مصر ترى في الصين نموذجاً يحتذى به في مجالات البناء والنهضة العمرانية. وأن بكين تعتبر شريكاً استراتيجياً في مواجهة التحديات العالمية. كما أعرب عن دعم الحكومة المصرية للشركات الصينية العاملة في مصر. مشيراً إلى إنشاء وحدة الصين بمجلس الوزراء لمتابعة المشاريع الصينية. وهو دليل على التزام مصر بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين.

استثمارات الصينية

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تمثل فرصة واعدة للاستثمارات الصينية. خاصة في مجال التصدير إلى الدول الأفريقية. التي تعد مصر بوابة مثالية لها. وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون في مجالات ذات أولوية مثل صناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة. مؤكداً على توافق الرؤى بين مصر والصين حول حل الأزمات الدولية سلمياً ودعم مبدأ “الصين الواحدة”.

في المقابل، رحب السيد تشاو له جي برئيس الوزراء المصري وأشاد بالإنجازات التي تحققت بفضل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على مدار السنوات العشر الماضية. كما أكد دعم الصين لخطط مصر التنموية، بما في ذلك رؤية مصر 2030. مشيراً إلى تقديم منحة بقيمة 100 مليون يوان لمصر لتنفيذ مشاريع تنموية مشتركة.

واختتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون المثمر بين البلدين في مختلف المجالات. وتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.