مقالات مشابهة
فيضان صيني من الصلب يغرق الأسواق العالمية
المقالة كتبت بواسطة قطاع الأخبار في EgyExporter.com منصة الصادرات المصرية.
تشهد الصين هذا العام ارتفاعًا كبيرًا في صادراتها من الصلب. مما قد يؤدي إلى إحداث اضطرابات في الأسواق العالمية. من المتوقع أن تصل صادرات الصين من الصلب إلى أعلى مستوى لها منذ 2016. متجاوزة حاجز 100 مليون طن، وفقًا لتقديرات شركة ماي ستيل ومقرها شنغهاي. هذا الارتفاع الكبير يعود إلى تراجع الطلب المحلي في الصين، مما دفع الشركات المنتجة إلى توجيه فائض الإنتاج نحو الأسواق الخارجية، خاصة في جنوب شرق آسيا وأوروبا. ويكون فيضان صيني من الصلب يغرق الأسواق العالمية.
تصاعدت المخاوف من أن يؤدي هذا التدفق الهائل من الصلب الصيني إلى تزايد التوترات التجارية العالمية. فالصين، التي تعتبر أكبر منتج للصلب في العالم، بدأت في إرسال كميات كبيرة من الصلب إلى الأسواق العالمية بأسعار منخفضة. مما أدى إلى تراجع الأسعار بشكل ملحوظ. هذا الأمر أثار قلق العديد من الدول التي بدأت تبحث عن طرق لحماية صناعاتها المحلية من هذه المنافسة الشرسة.
وفي هذا السياق، شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في النزاعات التجارية بين الصين ودول أخرى. حيث قامت العديد من الدول بفرض تعريفات جمركية على الصلب الصيني. من بين هذه الدول، الولايات المتحدة التي قامت بمضاعفة تعريفاتها الجمركية، والاتحاد الأوروبي الذي بدأ تحقيقًا لمكافحة الإغراق. كما أعلنت دول أخرى مثل فيتنام وتركيا عن تحقيقات جديدة تهدف إلى الحد من تدفق الصلب الصيني إلى أسواقها.
خفض الأسعار
وقد أبدت جمعية الحديد والصلب الصينية قلقها من هذا الوضع، ودعت شركات صناعة الصلب إلى وقف ما وصفته بالمنافسة الشرسة. مشيرة إلى أن الاعتماد على خفض الأسعار للاستحواذ على حصص في السوق قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة. ومع انخفاض أسعار الصلب في الصين إلى أدنى مستوياتها منذ 8 سنوات، يبدو أن الأزمة قد بدأت بالفعل في التأثير على الأسواق العالمية.
يأتي هذا في وقت يشهد فيه قطاع الصلب العالمي تحديات كبيرة، حيث تعاني شركات صناعة الصلب في الصين من خسائر ضخمة. فوفقًا للتقارير، سجلت شركات الصلب الصينية خسائر بلغت 2.8 مليار يوان صيني (ما يعادل 390 مليون دولار) خلال الأشهر السبعة الأولى من العام.
ومع تزايد شحنات الصلب الصينية إلى أوروبا، خاصة اللفائف المدرفلة على الساخن التي تُستخدم في صناعة السيارات والآلات، يتوقع الخبراء تصاعد التوترات التجارية في المستقبل القريب. وبينما تستعد الدول لمواجهة هذا التدفق المتزايد، يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت الصين ستتمكن من تحقيق توازن بين إنتاجها الهائل وطلب الأسواق العالمية، أم أن هذه الأزمة ستؤدي إلى تدهور أكبر في العلاقات التجارية الدولية.