يشهد سوق السيارات الصيني، أكبر سوق في العالم، تباطؤاً مقلقاً، حيث انخفضت مبيعات السيارات في الصين للشهر الثالث على التوالي في يونيو الماضي. وتراجعت المبيعات بنسبة 6.9% عن العام الماضي. لتصل إلى 1.78 مليون وحدة، مما يعكس ضعف الطلب الاستهلاكي وسط تعثر الانتعاش الاقتصادي.  فتكون تراجع مستمر في مبيعات السيارات في الصين وسط تعافي اقتصادي ضعيف.

على الرغم من الجهود الحكومية، بما في ذلك حرب الأسعار والإعانات الجديدة، فشلت في وقف هذا التراجع. ويعود ذلك جزئيًا إلى استمرار قيود كوفيد-19 وتوترات التجارة العالمية.

ومع ذلك، لا تزال هناك بعض النقاط المضيئة. فقد واصلت مبيعات المركبات التي تعمل بالطاقة الجديدة (NEVs) النمو، حيث ارتفعت بنسبة 9.9% في يونيو، مدفوعة بزيادة شعبية السيارات الكهربائية والهجينة. وسجلت شركات صينية مثل BYD و NIO و Xpeng و Li Auto مبيعات قياسية.

صادرات السيارات تواجه تحديات:

على الجانب الآخر، تواجه صادرات السيارات الصينية رياحاً معاكسة، حيث فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية مؤقتة على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين. أدى ذلك إلى انخفاض صادرات Tesla المصنوعة في الصين بشكل كبير. مما أثار قلق صناعة السيارات الكهربائية في البلاد. فتكون صادرات السيارات تواجه تحديات.

وتعكس مؤشرات السوق الأوسع هذا التراجع. فقد انخفضت أسهم البر الرئيسي الصيني. وهونغ كونغ وسط مخاوف المستثمرين بشأن ضعف الاقتصاد وتوترات التجارة. كما أظهر مسح أخير أن نشاط الخدمات في الصين تباطأ. بينما انخفضت الثقة إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات.

مع اقتراب اجتماعات حكومية هامة هذا الشهر، يترقب المستثمرون بشغف أي سياسات جديدة لتحفيز الاقتصاد. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصل فيه الصين اتخاذ خطوات صارمة ضد الاحتيال المالي وتعزيز سيولة النظام المصرفي.

يواجه قطاع السيارات في الصين تحديات متعددة، بما في ذلك ضعف الطلب الاستهلاكي، وتباطؤ التعافي الاقتصادي، والتوترات الجيوسياسية. بينما تواصل المركبات الكهربائية تحقيق نمو مطرد. إلا أن التراجع في مبيعات السيارات بشكلٍ عام يثير قلق المستثمرين والحكومة. وتسعى الحكومة الصينية إلى دعم الاقتصاد من خلال سياسات متحفزة. بينما تراقب الأسواق عن كثب نتائج الاجتماعات الحكومية الهامة هذا الشهر.