أعظم أسواق الشاي في العالم

في 21 مايو من كل عام، نحتفل باليوم العالمي للشاي، مناسبة للتعبير عن امتناننا لهذا المشروب العريق الذي غزى ثقافات العالم وبيوتنا. فما هو سر هذا السائل السحري الذي يجمع الناس ويدفئ القلوب؟

تاريخ عريق وأهمية ثقافية واقتصادية:

يعود تاريخ الشاي إلى أكثر من 5000 عام، حيث بدأ رحلته من الصين، مهد الحضارة. لينتشر عبر الحرير ويرسم خيوطه على خرائط التجارة العالمية. وبات اليوم ثاني أكثر المشروبات استهلاكًا بعد الماء، رمزًا للضيافة والكرم والتواصل.

ولم تقتصر أهمية الشاي على كونه مشروبًا لذيذًا فحسب، بل أصبح مصدرًا رئيسيًا للتوظيف والدخل لملايين الأشخاص، خاصة في البلدان النامية. ففي عام 2022، بلغ حجم إنتاج أوراق الشاي 14.5 مليون طن، بقيمة صادرات تجاوزت 2 مليار دولار.

وتعد الصين أكبر منتج ومصدر لأوراق الشاي، حيث تسيطر على أكثر من نصف الإنتاج العالمي. كما أنها أكبر سوق استهلاكية له. حيث تقدر قيمة مبيعات الشاي الداخلي والخارجي بـ 111 مليار دولار، متجاوزة بذلك الهند بستة أضعاف. أما باقي المراكز الخمسة الأولى في قائمة أكبر مستهلكي الشاي فتحتلها اليابان والولايات المتحدة والبرازيل.

اليوم العالمي للشاي: دعوة للاستدامة والتجارة العادلة:

خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019 هذا اليوم لتعزيز الإنتاج المستدام وممارسات التجارة العادلة من الحقل إلى الكأس. ويهدف ذلك إلى ضمان رفاهية العمال والمنتجين، وتحسين ظروف معيشتهم، وحماية البيئة من مخاطر الاستغلال المفرط.

فليس الشاي مجرد مشروب، بل هو قصة تروى من خلال أوراقه. قصة عن تراث عريق وثقافات متنوعة، قصة عن كفاح المزارعين وتضحياتهم، قصة عن التعاون والتجارة العالمية.

يعرف الشاي بفوائده الصحية المتعددة، فهو غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان. كما يساعد في تحسين وظائف الدماغ، وتعزيز المناعة، وتنظيم مستويات السكر في الدم.

ولكل نوع من أنواع الشاي فوائده الخاصة. فالشاي الأخضر يعرف بخصائصه المضادة للالتهابات. بينما يساعد الشاي الأسود على تحسين الهضم. أما الشاي الأبيض فهو غني بمضادات الأكسدة أكثر من أي نوع آخر.

رحلة مميزة عبر أنواع الشاي:

يصنع الشاي من نبات كاميليا سينيسيس، لكن تختلف خصائصه ونكهته باختلاف طريقة المعالجة. فالشاي الأخضر يبخر فور قطفه للحفاظ على لونه الأخضر ومحتواه من مضادات الأكسدة. بينما يتعرض الشاي الأسود لعملية أكسدة كاملة تُضفي عليه لونه الداكن ونكهته القوية.

أما الشاي الأبيض، فهو أقل أنواع الشاي معالجة، ممّا يجعله غنيًا بمضادات الأكسدة والمركبات الطبيعية. ويُوجد أيضًا أنواع أخرى من الشاي، مثل شاي أولونغ وشاي الأعشاب، ولكل منها طعمها وفوائدها الفريدة.

يعد اليوم العالمي للشاي فرصة للاحتفال بهذا المشروب العريق. وفهم أهميته الثقافية والاقتصادية، والتعرف على فوائده الصحية المتعددة. ففي كل كوب من الشاي، حكاية تُروى، وتاريخ يكتب، ورحلة عبر الحضارات والثقافات.

فلنرفع أكوابنا احتفاء بهذا المشروب السحري، ونكرم تراثه العريق ونساهم في دعم استدامته وتجارته العادلة.